مــنــتــديات جــبـــل الــنـــار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مــنــتــديات جــبـــل الــنـــار

اهلا وسهلا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أطفالنا ايتام ـ بقلم: لطفي الياسيني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
لطفي الياسيني
عضو جديد
عضو جديد
لطفي الياسيني


عدد الرسائل : 130
العمر : 87
Localisation : استاذ جامعي متقاعد - دكتوراة ادب عربي صاحب جريدة الصريح ولي 60 ديوان شعر
تاريخ التسجيل : 03/04/2007

أطفالنا ايتام ـ بقلم: لطفي الياسيني Empty
مُساهمةموضوع: أطفالنا ايتام ـ بقلم: لطفي الياسيني   أطفالنا ايتام ـ بقلم: لطفي الياسيني Icon_minitimeالخميس أبريل 19, 2007 3:03 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

أطفالنا ايتام ـ بقلم: لطفي الياسيني
****************************** *********
سمعتهم يرددون على مسامعي عن أسبوع الطفل اليتيم .. وكيفيّة الطرق التي يجب مساعدته بها , حتى لو كان بلمسة حب وعطف..
سألت نفسي أولا وبما أن فاقد الشيء لا يعطيه فمن سيعطي هؤلاء الأيتام هذا الحب والحنان ما دام أبناء اليوم لا يحملون هذا الحب وهذا الحنان وكذلك الأهل اللذين لا يملكون هذا الحب ليعطونه لأبنائهم فكيف بهم يعطونه لغير أبنائهم؟!
فكرت بعدد الأيتام فوجدته لا يعد ولا يحصى لكن لماذا لا نسمع عن أسبوع اليتيم في بلادنا؟ هل لأن المؤسسات الخاصة تحتضنهم؟
ما هو الأب؟ وما هي الأم؟ ما هم آباء اليوم؟! وأمهات العصر؟! هل يسأل أحدهم نفسه كم من الساعات يقضي مع أبنائه؟! أو ربما الدقائق , ليعرف حتى أين ذهب ومتى وأين وكيف ولماذا..ليعرف ماهية ابنه ليتعرف إلى ذاته..!وهل يستطيع تكسير حواجز العصر ويبني اللغة المشتركة فيما بينهما؟!
كم من أب قريب إلى قلب ابنه؟! كم من أم تفهم ابنتها وتتخطى حواجز الزمان والمكان تصارحها لتبني وإياها حصنا من ذئاب المجتمع..
كم من الآباء يسيطرون على عوامل الجو خلال حرب هذا العصر , من مجموعة المتساوين..والموضة وغيرها.. وهل يصمد الأب ؟! وهل كل من حملت في رحمها قطعة لحم وأنجبت طفلا صارت أما وهل كل من ذهب للعمل وجلب النقود صار أبا؟! إذا كان الجواب يقتصر على ذلك فقط فاسمح لي أن أقول لك أن حياتنا صارت كالحيوانات..الأم تنجب والأب يحضر القوت..
لكن كلا!! هناك الحب.. الحب بكل معانيه.. هناك تحد وصراع يومي ..هناك حرمان وربما جوع وعذاب.. فحياتنا أصبحت مليئة بالعواقب.. وصار الحل الأول والأخير هو الطلاق.. والتضحية والنقاش وحساب المعادلة ذاب في محلول "لن أتنازل عن رأيي" و "كرامتي فوق كل شيء".. تحول النقاش إلى جدال؟؟ والتنازل الى "حقوقي مهضومة" والرجل يريد أن يكون صاحب القرار والمرأة صاحبة الحق والمكانة والوجود .. لكن كل هذا بالصراع وكل يفكر ويقيس حسب مفهومه وتفسيره الخاص دون تحليل وتبسيط.. لا يفكر أحدهم بان هناك أبناء يحتاجون للهدوء والراحة والسكون .. وينتهي الجدال إلى مشاكل يومية إلى أن يعم الصمت والسكون ويخيم على المكان ..في الطلاق...! دون تفكير بحاجات الأطفال الذين لست أدري لماذا أنجبوهم.؟!هل لأنهم وجدوا بأنفسهم حقا قادرين على العطاء .. والتنازل عن الكثير في سبيلهم .. أم لأنهم يريدون فقط أن يكونوا آباءًا وأمهات .. وهل هي من دافع نفسي أناني.. أو ربما من دافع نفسي آخر وهو حب العطاء.. وهنا يكمن الصراع والحل في آن واحد..! فإذا كان الدافع لأن فلان يتكلم والمجتمع ينتظر الزوجة لتصبح أمًا حتى ينسيها حساباتها .. ويبقى المهم أن تصبح أمًا بأي ثمن .. وستتحول الأسئلة إلى عصبة سوداء تغطي بصيرتها قبل بصرها.. تنسيها معاني الأمومة وتنسيها معاييرها الحقيقية .. وتتحول إلى حيوان يريد الإنجاب بأي طريقة ليثبت لعيون هذا المجتمع ذو النظرات الإستفزازية الثاقبة بأنها إمرأة وقادرة على الإنجاب..!



الأب.. هو كذلك.. لكن بما أن مجتمعنا ذكوري فهو بالطبع لن يضع اللوم الأكبر على عاتق الرجل.. هكذا..! لأنه رجل..! لكنه ذلك يحب أن يثبت لهم أنه رجل حقا.. حتى لو توصل إلى القرار بالزواج مرة وأخرى.. المهم أن ينجب ويكون أبًًا..! (لن أتطرق إلى أنانية الرجل هنا وسعيه حتى يحقق رجولته بكونه أبا ضاربا بعرض الحائط الأم الحالمة بالأمومة) ويكاد ينسى هذا الأب الساعي إلى تحقيق كيانه في الأبوّة ناسيا وضاربا بعرض الحائط معايير الأبوّة والعطاء من جميع النواحي..!



لقد نسي كل منهما أن الأبوّة أو الأمومة ما هي إلا مصدرا للحنان قبل كل شيء تعطي قبل وأكثر مما تأخذ..سهر, عناء, التزام, صبر وانتماء...غير آبهين لظروف الزمان والمكان ويبقى العطاء مهما كبروا الأبناء لأنهم يبقون أطفالا.. يحتاجون الحب والحنان.. يحتاجون لأبويهم لأنه لا يزرع الطمأنينة داخل القلب الظمآن إلا الأبوان..



وفي أيامنا.. هل يفكر هذا الأب في قضاء عشرة دقائق على الأقل خلال يومه مع ابنه.. عشر دقائق.. لا غير..!! هل العمل أهم؟! وهل "قعدة القهوة والشدة" أهم من "قعدة العيلة" إذا كيف يسمي نفسه معطاءًا اذا كان الجواب نعم؟! كيف يسمي نفسه معطاءًا وقد كان بخيلا في جلسة عائليّة؟! وكل الحلول تتجلى من هذه الجلسات..مصارحة بناء لغة مشتركة.. الدخول إلى عالم الأبناء واللعب معهم..أن يخرج من بين |أحشائه ويعيش طفلا بين أطفاله..!



إذا العطاء يبدأ بالوقت.. وعلى الآباء والأمهات ألاّ يهربوا من الإجابة بحجة أن ليس هناك وقت, أو أن العمل لديهم متراكم..



كلا..!! أقول لكم..! وكم عدد الساعات التي تعمل بها؟! ثماني ساعات! عشرة ساعات! لنقل اثنتي عشرة ساعة (مع أن هذا الإحتمال ضعيف جدا) هناك ثماني ساعات للنوم.. إذا بقيت هناك أربع ساعات.. أين يقضيها؟! ليس هذا السبب..



السبب هو في الداخل.. في الصميم.. في الرابط الروحاني الذي بات مفقودا..! ويتلاشى مع تقدم السنين.. ونظن أنه كلما كبر الإبن قلّت حاجته للأهل.. وينسى أن في نفسه هو أيضا طفل..! طفل يبحث عن الحب والحنان..!



ولو فتح الأبوان –الأم والأب- ذراعيهما للإبن أو ربما ربت على كتفه أو مسّد شعره لوجد أن في داخله طفل يبكي..! لأنه يتيم..! فعلا يتيم..! يتيم الحب والحنان..! يتيم عطف الأمومة وعطاء الأبوة ، ورحم الله شوقي حيث يقول :



ليس اليتيم من انتهى أبواه من ** هم الحياة وخلفاه ذليلا



ان اليتيم هو الذي تلقى له ** أما تخلت أو أبا مشغولا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أطفالنا ايتام ـ بقلم: لطفي الياسيني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العنف ضد المرأة ، انواعه ، اسبابه ، وعلاجه * بقلم لطفي الياس
» من منا بلا ذنوب ؟ ـ اقتباس : لطفي الياسيني
» هدف في الصميم يسجله لطفي الياسيني
» عيد الاحزان/لشاعر دير ياسين* لطفي الياسيني
» اهداف يسددها لطفي الياسيني في الشباك

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مــنــتــديات جــبـــل الــنـــار :: المنتدى الديني-
انتقل الى: